صالون " نون " الأدبي
الصالونات الأدبية فكرة قديمة جديدة فلقد كن النساء ومنذ العصر الجاهلي يشتركن في الأسواق الأدبية حيث يقرضن الشعر وينتقدن كما كانت تفعل الشاعرة سكينة بنت الحسين واستمرت الملتقيات حتى كان صالون "ولادة بنت المستكفي" في الأندلس وهي صاحبة أشهر صالون كان السبب في انتقال فكرة الصالونات الأدبية إلى أوروبا، وفي العصر الحديث كانت " مي زيادة " صاحبة الصالون الأبرز في مصر الذي كان منارة أدبية يتجه إليه الرجال والنساء من الكتاب والكاتبات والمثقفين حيث ينسون هموم السياسة.
وفي الوقت الحالي في القطاع واستمراراً للفكرة ذاتها ومع ظهور المدرسة النسائية في الكتابة والتوجه العالمي نحو الكتابة النسائية وكتابتها التفت مجموعة من الفتيات الكاتبات ( [1]) حول نفس الهدف وقمن منذ منتصف العام الماضي في 4-6- 2002 بتأسيس صالون " نون " الأدبي في تجربة رائدة من نوعها. ونحن اليوم نحتفل بمرور عام على افتتاح صالون " نون".
إن المرأة الفلسطينية التي واصلت جهودها من أجل إثبات نفسها وتحقيق طموحاتها مقتحمة المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية تتجه في هذا العمل نحو إثبات الذات وإسماع صوتها الأدبي الذي شكل بصمة في الكتابة الأدبية المحلية والعالمية والعربية وترك إرثاً نقدياً وإبداعياً لا يمكن تجاوزه في الثقافة الفلسطينية، ولا يمكننا تجاوزه.
ولما كانت الآمال كباراً فلقد كانت أهداف الصالون تتركز حول الرغبة في التركيز على الدور الفكري للمرأة وخلق مناخ نسوي خاص ومحاولة التعرف على مدى الارتباط والتوافق بين الفكر النسوي العام وغرس روح التنافس الثقافي والفكري. إلى جانب التوعية بقضايا المرأة في كافة المجالات الأدبية والفكرية والتقدم نحو المجتمع المدني في دولة فلسطين إن شاء الله.
وعلى غرار صالون " مي زيادة" عقدت جلسات صالون " نون" في أول ثلاثاء من الشهر وفيها تم إلقاء نظرة على الكتابة النسائية في فلسطين بشكل عام لتبدأ الجلسات بالتخصص نوعاً ما وتناول تطور الوعي عند الروائية الفلسطينية سحر خليفة ثم صورة المرأة في الرواية الفلسطينية بعد أوسلو، وفي جانب الشعر تم استضافة الشاعرة الغزية سمية السوسي احتفالاً بديوانها الثاني وفي رمضان المبارك كان الحديث عن الرؤية الدينية عند الشاعرتين الفلسطينيتين واللتين تعيشان في عمان " نبيلة الخطيب" و " جوهرة السفاريني" . وتم استعراض التجربة النسوية في مسرحية " مستر بيرفكت" من خلال بطلات المسرحية الثلاثة. وفي محاولة للتوسع عربياً كان الحديث في إحدى الجلسات عن الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة وفي إحدى الحلقات تم تناول الكاتبات الليبيات بين الطموح والمعوقات، ولم يقف الأمر عند الشعر والرواية والتجربة المسرحية فلقد خصصت إحدى الحلقات للكتابة الصحفية والكاتبات الصحفيات وما يواجهنه من معوقات في العمل الصحفي، بل وتناولنا المرأة في الدرس النحوي وفي التراث الفلسطيني.
لقد شعرنا بضرورة أن يكون هناك تحرك نسوي يجمع ويحلل الكتابات النسوية خاصة وإن الكاتبات الفلسطينيات يعانين من التشتت في غزة والضفة الغربية والداخل والشتات، وضرورة العمل على التواصل بينهن وبين الكاتبات العربيات والعالميات فكان صالون " نون " إفرازاً طبيعياً للواقع المعايش وللنهضة الفكرية النسوية التي يعيشها الواقع الأدبي.
كل ذلك في محاولة لجمع الأدب النسوي الفلسطيني وإبراز المواهب الأدبية لدى جمهور الفتيات والنساء وإتاحة الفرصة أمامهن لرعاية أدبهن وصقله وتوجيهه الوجهة الصحيحة وإزالة الضبابية عنه ودفع الكاتبة للتعبير عن ذاتها وهمومها بجرأة والتخلص من مرحلة الكتابة للأوراق والأدراج فقد آن الأوان لتلك الأعمال أن ترى النور وآن للجمهور أن يتطور حسه الأدبي والتقدي.
وبالرغم من قصر الفترة الزمنية التي تواجد فيها الصالون إلا أنه استطاع أن يحقق الكثير من الحضور في المشهد الثقافي حتى بات اسمه وأعماله محط اهتمام الكثيرين من الأدباء والمثقفين. فالصالون يستقطب العديد من الشخصيات السياسية والكتاب من اتحاد الكتاب ووزارة الثقافة والإعلام كما ويتوافد عليه الكثير من الصحافيين والصحافيات لمتابعة أخباره.
كما ويتردد عليه الرجال والنساء والشباب والشابات من الكتاب من مختلف الأعمار حيث وجد الجميع نفسه وحقق ذاته من خلاله.
لقد لفت الصالون أنظار الصحافة المحلية والعربية فكتبت مجلة صوت النساء عن نشاطاته وكذلك الغيداء ومجلة المحافظة ومجلات عربية ومواقع عربية على الإنترنت، كتبوا – صالون نون رائد ورائدات، وكتبوا تحت عنوان نون وما أدراك ما نون وغيرها الكثير من العناوين التي أشادت بالصالون والقائمات عليه . كما تم استضافة أعمال الصالون والقائمات عليه في الفضائية الفلسطينية وفي الإذاعات المحلية والفضائيات العربية التي شجعت وجود مثل هذا الاهتمام بالكاتبات في ظل قسوة الحصار، وتلقينا العديد من الرسائل على الإيميل من كل مكان ومن عدد كبير من الكتاب والكاتبات الذين أبدين الاستغراب من القدرة على هذا الإنجاز في هذه الفترة البسيطة وظل الظروف القاسية.
كما وباركت العديد من المؤسسات النسوية هذا العمل وأمدونا بمواد ومجلات لتوزيعها عبر جلساتنا، ولم نجد من الجميع نساء ورجالا، وكاتبات وكتاب، ومؤسسات كما لم نجد من المجتمع سوى التشجيع ولا ننسى عندما انتقلنا من النقابة إلى المحافظة وتأخرنا عن موعدنا مدى حجم الاتصالات التي تلقيناها تسأل عن النشاط التالي وسر تأخره عارضة كل ما تستطيعه من خدمات لعودته.
استضافت نقابة الصحفيين نشاطات الصالون ولمدة نصف عام والآن تستضيف المحافظة ممثلة بالأخ المحافظ محمد القدوة حفظه الله ودائرة المرأة صاحبات الصالون وضيوفهن في محاولة لتشجيع الجهود النسائية الفاعلة على الظهور ومتابعة مشوارها الأدبي التنويري أمام المعركة القاسية التي يعانيها شعبنا وبالأخص المرأة جراء القصف والتدمير والحصار والعزل المفروض على الوطن. وقد أكد المحافظ ضرورة أن تشارك المرأة إلى جانب الرجل للوصول إلى مستقبل زاهر مشرق.
ولا نخفي عليكم مدى كرم المجتمع الفلسطيني المعطاء وحجم المؤسسات التي تعرض علينا دائما إمكانية استضافتنا مع ضيوقنا لديها فلتتشابك الأيدي جميعاً من أجل خلق واقع منفتح ومتقدم للمرأة الفلسطينية تستطيع من خلاله الوقوف على أرض صلبة حتى بناء الدولة الفلسطينية إن شاء الله، والله الموفق للجميع.
الصالونات الأدبية فكرة قديمة جديدة فلقد كن النساء ومنذ العصر الجاهلي يشتركن في الأسواق الأدبية حيث يقرضن الشعر وينتقدن كما كانت تفعل الشاعرة سكينة بنت الحسين واستمرت الملتقيات حتى كان صالون "ولادة بنت المستكفي" في الأندلس وهي صاحبة أشهر صالون كان السبب في انتقال فكرة الصالونات الأدبية إلى أوروبا، وفي العصر الحديث كانت " مي زيادة " صاحبة الصالون الأبرز في مصر الذي كان منارة أدبية يتجه إليه الرجال والنساء من الكتاب والكاتبات والمثقفين حيث ينسون هموم السياسة.
وفي الوقت الحالي في القطاع واستمراراً للفكرة ذاتها ومع ظهور المدرسة النسائية في الكتابة والتوجه العالمي نحو الكتابة النسائية وكتابتها التفت مجموعة من الفتيات الكاتبات ( [1]) حول نفس الهدف وقمن منذ منتصف العام الماضي في 4-6- 2002 بتأسيس صالون " نون " الأدبي في تجربة رائدة من نوعها. ونحن اليوم نحتفل بمرور عام على افتتاح صالون " نون".
إن المرأة الفلسطينية التي واصلت جهودها من أجل إثبات نفسها وتحقيق طموحاتها مقتحمة المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية تتجه في هذا العمل نحو إثبات الذات وإسماع صوتها الأدبي الذي شكل بصمة في الكتابة الأدبية المحلية والعالمية والعربية وترك إرثاً نقدياً وإبداعياً لا يمكن تجاوزه في الثقافة الفلسطينية، ولا يمكننا تجاوزه.
ولما كانت الآمال كباراً فلقد كانت أهداف الصالون تتركز حول الرغبة في التركيز على الدور الفكري للمرأة وخلق مناخ نسوي خاص ومحاولة التعرف على مدى الارتباط والتوافق بين الفكر النسوي العام وغرس روح التنافس الثقافي والفكري. إلى جانب التوعية بقضايا المرأة في كافة المجالات الأدبية والفكرية والتقدم نحو المجتمع المدني في دولة فلسطين إن شاء الله.
وعلى غرار صالون " مي زيادة" عقدت جلسات صالون " نون" في أول ثلاثاء من الشهر وفيها تم إلقاء نظرة على الكتابة النسائية في فلسطين بشكل عام لتبدأ الجلسات بالتخصص نوعاً ما وتناول تطور الوعي عند الروائية الفلسطينية سحر خليفة ثم صورة المرأة في الرواية الفلسطينية بعد أوسلو، وفي جانب الشعر تم استضافة الشاعرة الغزية سمية السوسي احتفالاً بديوانها الثاني وفي رمضان المبارك كان الحديث عن الرؤية الدينية عند الشاعرتين الفلسطينيتين واللتين تعيشان في عمان " نبيلة الخطيب" و " جوهرة السفاريني" . وتم استعراض التجربة النسوية في مسرحية " مستر بيرفكت" من خلال بطلات المسرحية الثلاثة. وفي محاولة للتوسع عربياً كان الحديث في إحدى الجلسات عن الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة وفي إحدى الحلقات تم تناول الكاتبات الليبيات بين الطموح والمعوقات، ولم يقف الأمر عند الشعر والرواية والتجربة المسرحية فلقد خصصت إحدى الحلقات للكتابة الصحفية والكاتبات الصحفيات وما يواجهنه من معوقات في العمل الصحفي، بل وتناولنا المرأة في الدرس النحوي وفي التراث الفلسطيني.
لقد شعرنا بضرورة أن يكون هناك تحرك نسوي يجمع ويحلل الكتابات النسوية خاصة وإن الكاتبات الفلسطينيات يعانين من التشتت في غزة والضفة الغربية والداخل والشتات، وضرورة العمل على التواصل بينهن وبين الكاتبات العربيات والعالميات فكان صالون " نون " إفرازاً طبيعياً للواقع المعايش وللنهضة الفكرية النسوية التي يعيشها الواقع الأدبي.
كل ذلك في محاولة لجمع الأدب النسوي الفلسطيني وإبراز المواهب الأدبية لدى جمهور الفتيات والنساء وإتاحة الفرصة أمامهن لرعاية أدبهن وصقله وتوجيهه الوجهة الصحيحة وإزالة الضبابية عنه ودفع الكاتبة للتعبير عن ذاتها وهمومها بجرأة والتخلص من مرحلة الكتابة للأوراق والأدراج فقد آن الأوان لتلك الأعمال أن ترى النور وآن للجمهور أن يتطور حسه الأدبي والتقدي.
وبالرغم من قصر الفترة الزمنية التي تواجد فيها الصالون إلا أنه استطاع أن يحقق الكثير من الحضور في المشهد الثقافي حتى بات اسمه وأعماله محط اهتمام الكثيرين من الأدباء والمثقفين. فالصالون يستقطب العديد من الشخصيات السياسية والكتاب من اتحاد الكتاب ووزارة الثقافة والإعلام كما ويتوافد عليه الكثير من الصحافيين والصحافيات لمتابعة أخباره.
كما ويتردد عليه الرجال والنساء والشباب والشابات من الكتاب من مختلف الأعمار حيث وجد الجميع نفسه وحقق ذاته من خلاله.
لقد لفت الصالون أنظار الصحافة المحلية والعربية فكتبت مجلة صوت النساء عن نشاطاته وكذلك الغيداء ومجلة المحافظة ومجلات عربية ومواقع عربية على الإنترنت، كتبوا – صالون نون رائد ورائدات، وكتبوا تحت عنوان نون وما أدراك ما نون وغيرها الكثير من العناوين التي أشادت بالصالون والقائمات عليه . كما تم استضافة أعمال الصالون والقائمات عليه في الفضائية الفلسطينية وفي الإذاعات المحلية والفضائيات العربية التي شجعت وجود مثل هذا الاهتمام بالكاتبات في ظل قسوة الحصار، وتلقينا العديد من الرسائل على الإيميل من كل مكان ومن عدد كبير من الكتاب والكاتبات الذين أبدين الاستغراب من القدرة على هذا الإنجاز في هذه الفترة البسيطة وظل الظروف القاسية.
كما وباركت العديد من المؤسسات النسوية هذا العمل وأمدونا بمواد ومجلات لتوزيعها عبر جلساتنا، ولم نجد من الجميع نساء ورجالا، وكاتبات وكتاب، ومؤسسات كما لم نجد من المجتمع سوى التشجيع ولا ننسى عندما انتقلنا من النقابة إلى المحافظة وتأخرنا عن موعدنا مدى حجم الاتصالات التي تلقيناها تسأل عن النشاط التالي وسر تأخره عارضة كل ما تستطيعه من خدمات لعودته.
استضافت نقابة الصحفيين نشاطات الصالون ولمدة نصف عام والآن تستضيف المحافظة ممثلة بالأخ المحافظ محمد القدوة حفظه الله ودائرة المرأة صاحبات الصالون وضيوفهن في محاولة لتشجيع الجهود النسائية الفاعلة على الظهور ومتابعة مشوارها الأدبي التنويري أمام المعركة القاسية التي يعانيها شعبنا وبالأخص المرأة جراء القصف والتدمير والحصار والعزل المفروض على الوطن. وقد أكد المحافظ ضرورة أن تشارك المرأة إلى جانب الرجل للوصول إلى مستقبل زاهر مشرق.
ولا نخفي عليكم مدى كرم المجتمع الفلسطيني المعطاء وحجم المؤسسات التي تعرض علينا دائما إمكانية استضافتنا مع ضيوقنا لديها فلتتشابك الأيدي جميعاً من أجل خلق واقع منفتح ومتقدم للمرأة الفلسطينية تستطيع من خلاله الوقوف على أرض صلبة حتى بناء الدولة الفلسطينية إن شاء الله، والله الموفق للجميع.
0 التعليقات
إرسال تعليق