اتجهت نحو باب المنزل وهي تسمع صوت طرقات متسارعة وفتحت لتجد جارتها تقول وهي على عجلة من أمرها: أم محمود هيا نذهب سوياً إلى الندوة.
بدأت تتجه نحو غرفتها لتغير ملابسها وهي تدعوها للدخول قليلاً وتفكر ما الذي دفع جارتها إلى دعوتها حتى ترافقها وهي الأديبة بينما هي لا تصنف في عالم النساء إلا بالزوجة، دخلت الجارة ولم تكف عن الكلام بالجوال وأن تطلب منها بين الفينة والأخرى الاستعجال فالندوة على وشك أن تبدأ وبينما هي تلبس كانت تقول وهي تشير بيدها تارة جهة اليمين وتارة جهة الشمال: محمد لا تسمح لإخوانك الصغار بدخول المطبخ، أسماء أكملي واجبك وفي عبارات متقطعة أنا لن أتأخر. وما أن وصلت الباب حتى عادت لتضع شيئاً من العطر. وتضع بعض الأوراق في حقيبتها حتى تبدو أضخم مثل حقيبة جارتها التي تمتلئ بالأوراق والكتب.
بعد ساعتين عادت أم محمود لتكمل الطبيخ ولكن الندوة والتي كانت عن الكاتبة العراقية الكبيرة نازك الملائكة تلح عليها، والكاتبات والكتاب الذين يتحدثون عن الكتابة والشعر يلحون عليها .
فإذا بها تقول أريد أن أكتب لماذا لا أكون كاتبة مثل جارتي الجميع يحترمها ... أريد أن أكتب ... نظرت حولها في المطبخ وقالت : ليس لدي مكتب ولكن لا بأس سأكتب على طاولة الطعام في المطبخ وبدأت برفع الأواني عنها، وذهبت لتحضر الأوراق والأقلام أو ما تسميه جارتها أدوات الكتابة وعادت للمطبخ، مسحت الطاولة فهي لا تريد أن تكون للأوراق رائحة الطعام خاصة وأن جارتها تنبعث من أوراقها رائحة عطرية، جلست وأمسكت بالقلم ثم وضعت رجلاً على رجل فللكتابة طقوس كما سمعت في الندوة أمسكت القلم بيد والأخرى على خدها ليميل شعرها على كتفها وظهرها وبدأت تكتب ..
أخ أخ لا أستطيع الكتابة أصابعي تؤلمني من حفر الجزر لوجبة الغداء
كيف سأكتب يدايا مهترأتان مجعدتان مدبوغتان، ثم عن ماذا سأكتب يا الهي وأنا لدي الكثير من العمل ... أرجعت رأسها إلى الخلف لتسنده على طرف المجلى وقالت كيف سأكتب ماذا أريد ؟؟صمتت وقد أغلقت عينيها لتنظر داخلها ثم وقفت مرة واحدة وقالت بصوت مرتفع ونظرة حادة: أريد زوجة.
أريد زوجة تربي أبنائي وترضعهم الحليب والأخلاق وتستيقظ مبكرة في الصباح لتوقظهم وتعد الإفطار وتنتظر إلى أن تتأكد من خروجهم إلى مدارسهم، أريد زوجة تحافظ على المنزل نظيفاً ومرتباً وتقوم بكل احتياجاته وتشتري الخضار والأغراض اللازمة وتدبر أمور منزلها المالية تتصرف ولا تقول " هات " يومياً كما وتدفع الفواتير المستحقة وتسحب ما نحتاجه من مال من البنك، أريد زوجة تقف إلى جانبنا حين نمرض أنا أو أي من أولادي وتتعهدنا بالعلاج والمتابعة والسهر وتتغيب عن عملها حينها ولا تتركنا في البيت منفردين، كما وتشرف على تعليم أولادي وتسأل عنهم في مدارسهم وتتابع تقدمهم العلمي وتوجههم نحو العلم والحداثة وتساعدهم في استخراج أحدث الموضوعات من الإنترنت، أريد زوجة وتحترم والدي وإخواني وأخواتي، أريد زوجة تهتم بتفاصيل حياتي الاجتماعية وتحسن استقبال ضيوفي وتظهرني بالمظهر اللائق أمامهم ولا تقاطعني وأنا أحدثهم بمواضيع ممتعة لي ولا تترك الأولاد يزعجوننا وتقدم لهم من أصول الضيافة ما يريدون من شراب وطعام، وأن تبدو أمامهم بالمظهر اللائق،ولا تعارض سهري خارج المنزل معهم كما يسهرون معي. أريد زوجة تعرف واجباتها الزوجية فتلبي رغبتي عندما أطلبها وإذا كنت متعباً لا تلح عليّ. وأريد زوجة تضبط العملية الإنجابية ولا تثقلني بالكثير من الأطفال والمسئولية حيث تنجب العدد الذي أريد وتحافظ على مظهرها بعد الإنجاب بالرياضة والريجيم، أريد زوجة تقدر حاجتي للانعزال أحياناً عن كل ما حولي أو السفر للحصول على الراحة التامة فتحسن الرد على الجوال والهاتف وتحتفظ لي بملاحظات عنها، أريد زوجة لا تشكو من متاعبها كزوجة باستمرار وعلى كل حال وأن تستمع إليّ وتخفف عني وأنا أبث لا متاعب يومي في العمل مع مديري وغيره من الموظفين الأنكاد، أريدها أن تحافظ على أوراقي وترتبها وتطبع لي ما اكتبه وتأرشفه، أريدها زوجة تود أهلي وتشاركهم في احتفالاتهم وأحزانهم حتى دون تواجدي معها.
وأخيراً أسألكن ألا تردن زوجة مثلي؟!
ارتطم رأسها بجافة المجلى عندما سمعت صوت ابنها الصغير يبكي وهو يركض باتجاهها ناحية المطبخ ويصرخ: جوعان يا ماما ، حينها قامت بتعديل جلستها وأخذته بين ذراعيها ورمت بالأوراق جانباً وهي تقول: وردي علي أنا تأخرت الآن ...الآن سأكمل حشو الجزر وطبخه.
بدأت تتجه نحو غرفتها لتغير ملابسها وهي تدعوها للدخول قليلاً وتفكر ما الذي دفع جارتها إلى دعوتها حتى ترافقها وهي الأديبة بينما هي لا تصنف في عالم النساء إلا بالزوجة، دخلت الجارة ولم تكف عن الكلام بالجوال وأن تطلب منها بين الفينة والأخرى الاستعجال فالندوة على وشك أن تبدأ وبينما هي تلبس كانت تقول وهي تشير بيدها تارة جهة اليمين وتارة جهة الشمال: محمد لا تسمح لإخوانك الصغار بدخول المطبخ، أسماء أكملي واجبك وفي عبارات متقطعة أنا لن أتأخر. وما أن وصلت الباب حتى عادت لتضع شيئاً من العطر. وتضع بعض الأوراق في حقيبتها حتى تبدو أضخم مثل حقيبة جارتها التي تمتلئ بالأوراق والكتب.
بعد ساعتين عادت أم محمود لتكمل الطبيخ ولكن الندوة والتي كانت عن الكاتبة العراقية الكبيرة نازك الملائكة تلح عليها، والكاتبات والكتاب الذين يتحدثون عن الكتابة والشعر يلحون عليها .
فإذا بها تقول أريد أن أكتب لماذا لا أكون كاتبة مثل جارتي الجميع يحترمها ... أريد أن أكتب ... نظرت حولها في المطبخ وقالت : ليس لدي مكتب ولكن لا بأس سأكتب على طاولة الطعام في المطبخ وبدأت برفع الأواني عنها، وذهبت لتحضر الأوراق والأقلام أو ما تسميه جارتها أدوات الكتابة وعادت للمطبخ، مسحت الطاولة فهي لا تريد أن تكون للأوراق رائحة الطعام خاصة وأن جارتها تنبعث من أوراقها رائحة عطرية، جلست وأمسكت بالقلم ثم وضعت رجلاً على رجل فللكتابة طقوس كما سمعت في الندوة أمسكت القلم بيد والأخرى على خدها ليميل شعرها على كتفها وظهرها وبدأت تكتب ..
أخ أخ لا أستطيع الكتابة أصابعي تؤلمني من حفر الجزر لوجبة الغداء
كيف سأكتب يدايا مهترأتان مجعدتان مدبوغتان، ثم عن ماذا سأكتب يا الهي وأنا لدي الكثير من العمل ... أرجعت رأسها إلى الخلف لتسنده على طرف المجلى وقالت كيف سأكتب ماذا أريد ؟؟صمتت وقد أغلقت عينيها لتنظر داخلها ثم وقفت مرة واحدة وقالت بصوت مرتفع ونظرة حادة: أريد زوجة.
أريد زوجة تربي أبنائي وترضعهم الحليب والأخلاق وتستيقظ مبكرة في الصباح لتوقظهم وتعد الإفطار وتنتظر إلى أن تتأكد من خروجهم إلى مدارسهم، أريد زوجة تحافظ على المنزل نظيفاً ومرتباً وتقوم بكل احتياجاته وتشتري الخضار والأغراض اللازمة وتدبر أمور منزلها المالية تتصرف ولا تقول " هات " يومياً كما وتدفع الفواتير المستحقة وتسحب ما نحتاجه من مال من البنك، أريد زوجة تقف إلى جانبنا حين نمرض أنا أو أي من أولادي وتتعهدنا بالعلاج والمتابعة والسهر وتتغيب عن عملها حينها ولا تتركنا في البيت منفردين، كما وتشرف على تعليم أولادي وتسأل عنهم في مدارسهم وتتابع تقدمهم العلمي وتوجههم نحو العلم والحداثة وتساعدهم في استخراج أحدث الموضوعات من الإنترنت، أريد زوجة وتحترم والدي وإخواني وأخواتي، أريد زوجة تهتم بتفاصيل حياتي الاجتماعية وتحسن استقبال ضيوفي وتظهرني بالمظهر اللائق أمامهم ولا تقاطعني وأنا أحدثهم بمواضيع ممتعة لي ولا تترك الأولاد يزعجوننا وتقدم لهم من أصول الضيافة ما يريدون من شراب وطعام، وأن تبدو أمامهم بالمظهر اللائق،ولا تعارض سهري خارج المنزل معهم كما يسهرون معي. أريد زوجة تعرف واجباتها الزوجية فتلبي رغبتي عندما أطلبها وإذا كنت متعباً لا تلح عليّ. وأريد زوجة تضبط العملية الإنجابية ولا تثقلني بالكثير من الأطفال والمسئولية حيث تنجب العدد الذي أريد وتحافظ على مظهرها بعد الإنجاب بالرياضة والريجيم، أريد زوجة تقدر حاجتي للانعزال أحياناً عن كل ما حولي أو السفر للحصول على الراحة التامة فتحسن الرد على الجوال والهاتف وتحتفظ لي بملاحظات عنها، أريد زوجة لا تشكو من متاعبها كزوجة باستمرار وعلى كل حال وأن تستمع إليّ وتخفف عني وأنا أبث لا متاعب يومي في العمل مع مديري وغيره من الموظفين الأنكاد، أريدها أن تحافظ على أوراقي وترتبها وتطبع لي ما اكتبه وتأرشفه، أريدها زوجة تود أهلي وتشاركهم في احتفالاتهم وأحزانهم حتى دون تواجدي معها.
وأخيراً أسألكن ألا تردن زوجة مثلي؟!
ارتطم رأسها بجافة المجلى عندما سمعت صوت ابنها الصغير يبكي وهو يركض باتجاهها ناحية المطبخ ويصرخ: جوعان يا ماما ، حينها قامت بتعديل جلستها وأخذته بين ذراعيها ورمت بالأوراق جانباً وهي تقول: وردي علي أنا تأخرت الآن ...الآن سأكمل حشو الجزر وطبخه.
1 التعليقات
قصة حلوة مرسى
إرسال تعليق