تجري وزارة حقوق الانسان بالعراق تحقيقات في مزاعم بحدوث انتهاكات خلال اعداد حلقات برنامج تلفزيوني جماهيري يظهر فيه مسلحون وهم يعترفون باقتراف جرائم تشمل الاغتصاب والخطف والقتل.
وقال بختيار امين وزير حقوق الانسان العراقي ان التحقيق يركز على ادلة بحدوث انتهاكات لفظية للمشتبه بهم ولكن ربما امتدت لتشمل انتهاكات جسدية وتعذيب وهى اتهامات وجهت الى قوات الامن العراقية.
وقال امين لرويترز في مقابلة اليوم الاثنين "أثار بعض الاشخاص مشاعر قلق بعد ان شاهدوا انتهاكات لفظية للمشتبه بهم بالاضافة الى رؤية كدمات ورضوض على اجسادهم وما شابه".
وقال "نفحص جميع هذه العروض التلفزيونية الان ونقيمها من وجهة النظر الخاصة بحقوق الانسان. فكل شيء يجب ان يتم وفقا لمعايير مباديء وحقوق الانسان وسنعمل على التأكد من احترام هذه الاعراف"، وأضاف ان تقريرا سيرفع الى وزارتي الداخلية والعدل بعد التحقيق.
وتعرض السلسلة التلفزيونية التي تحمل اسم "الارهاب في قبضة العدالة" كل ليلة تقريبا على قناة العراقية التي تمولها الولايات المتحدة ويظهر خلالها رجال يجلسون امام محقق دون كشف وجوههم وهم يعترفون تفصيليا بجرائم.
وظهر بعض المتهمين وعلى وجوههم جروح ورضوض وما يشبه بقع الدماء على ملابسهم، ويعترف المتهمون بارتكاب اعمال اجرامية وارهابية تشمل الخطف والاغتصاب واعدام الرهائن وزرع عبوات ناسفة والقتل بالاجر احيانا في مقابل عشرة دولارات. وقال البعض انهم كانوا يعملون بناء على اوامر من عملاء سوريين.
ويجتذب البرنامج الذي يذاع منذ عدة اسابيع اهتماما جماهيريا كبيرا واشيد به في ازالة القناع عن التمرد باظهاره اقل ترهيبا وهو ما دفع الكثير من الناس الى تقديم معلومات وتقارير مخابراتية.
ويقول مسؤولون امريكيون ان نجاح البرنامج الى جانب الانتخابات التاريخية التي جرت يوم 30 يناير/ كانون الثاني ساهما في انخفاض هجمات المسلحين الى اكثر من 20 في المئة خلال الشهرين الماضيين.
لكن القلق تزايد من احتمال اجبار المتهمين على الاعتراف واقسمت عائلات بان ذويهم اتهموا دون وجه حق بان ضحاياهم المزعومين مازالوا على قيد الحياة.
وقال امين انه بينما هو عاقد العزم على التأكد من ان قوات الامن العراقية تصرفت وفقا للقانون فان الحكومة تتعرض ايضا لضغط شعبي كبير للكشف عن النتائج التي تحققت ضد التمرد.
وقال ان العديد من المشاهدين للبرنامج لا يرضيهم مجرد رؤية اعتراف المسلحين بل يريدون رؤية اعدامهم ايضا.
وقال امين هو كردي فر من العراق خلال حكم صدام ان "هناك ثقافة سلبية مهيمنة لمعاملة الانسان في هذا المجتمع حيث مرت على المواطنين عقود من القمع والتعذيب والاغتصاب والاعدام"، وأضاف "لقد حصلنا على ارث من دكتاتورية لا ترحم وان الامر لن يختفي في يوم وليلة بل سيأخذ وقتا وايضا اموالا لتعليم الناس ...انه ليس سريرا مفروشا بالورود".
وفي تقرير نشر في يناير/ كانون الثاني زعمت جماعة هيومان رايتس ووتش التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها حدوث عمليات تعذيب متكررة لمعتقلين على أيدي قوات امن عراقية تقوم بتدريبها الولايات المتحدة وحرمان عائلات المعتقلين ومحاميهم من رؤيتهم فضلا عن حدوث انتهاكات اخرى.
وفي وقت سابق من هذا العام تعرضت الشرطة العراقية لاتهامات بتعذيب ثلاثة من اعضاء ميليشيا شيعية حتى الموت في بغداد في قضية اعتذر عنها وزراء بالحكومة العراقية منذ ذلك الحين.
والتقى امين مع ممثلين عن الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة والحكومتين السويسرية والالمانية لضمان الحصول على مساعدتهم في تدريب الشرطة العراقية وتدريب المحققين الذين يتعاملون مع قضايا حقوق الانسان والمتعلقة بها.
وقال "نحن نطرق عدة ابواب ونحاول تحسين الوضع. هناك ضرورة ملحة لتدريب الاشخاص". مضيفا ان 25 شخصا سيتوجهون هذا الشهر الى المانيا كما سيستقبل الاتحاد الاوروبي 700 شخص في وقت لاحق من هذا العام.
وقال امين "امل ان نحصل على دعم دولي عاجل لاننا لا نريد المزيد من التقارير السلبية من المنظمات الدولية غير الحكومية بشأن الوضع في العراق"، وشدد على انه يدين كل اشكال الانتهاكات، واضاف "نبذل كل ما في وسعنا ولكن الامر سيستغرق وقتا".
المصدر: منتديات الماجيك الشبابية :: El MaJeK ::
0 التعليقات
إرسال تعليق